المنتدى السعودي للإعلام.. خطوة جادة تعيد صياغة المشهد الإعلامي وفق متطلبات رؤية 2030

مشاركة

استكمالاً للنجاحات التي تحققت للنسخة الأولى المقامة في الرياض في العام 2019، تستعد المملكة، في نوفمبر القادم، لإطلاق النسخة الثانية من المنتدى السعودي للإعلام، الذي جاءت فكرة إقامته في الرياض نتيجة مباشرة لما تشهده المملكة من تحولات اجتماعية وسياسية نوعية، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة، إضافة إلى ما تمثله الرياض من مركز مهم في صناعة القرار السياسي والاقتصادي، وأدوار محورية وأساسية في منطقة الشرق الأوسط، ولكونها تعد السوق الإعلامية والإعلانية الأكبر في المنطقة، وهو ما حدا بهيئة الصحفيين السعوديين، للمبادرة بطرح فكرة إقامة منتدى سنوي للإعلام السعودي، إضافة إلى جائزة الإعلام السعودي، لتلقى هذه المبادرة اهتمامًا ودعمًا من الأوساط الإعلامية في المملكة وخارجها.
وكانت الهيئة ترغب من طرح فكرة إقامة المنتدى، في فتح الباب أمام التقاء نخبة من إعلاميي العالم، تحت سقف واحد في الرياض، لتمكينهم من مواكبة التحولات الإعلامية في تلك الصناعة، وإعادة هيكلة المحتوى، ومناقشة أثر الإعلام العابر للقارات ودوره كقوة ناعمة، إلى جانب خوض الفرص الكبيرة التي تتيحها التحولات الكبرى التي تشهدها صناعة الإعلام اليوم.

الخبرات والتجارب
ويعد المنتدى السعودي للإعلام، بمثابة فرصة للاطلاع على الخبرات والتجارب العالمية في صناعة الإعلام، ورصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد، والتعرف على وسائل القوى الناعمة وكيفية استثمارها في العصر الحديث. كما يشكل منصة مهمة للإعلاميين والمثقفين للنقاش والحوار وطرح الآراء المختلفة، خصوصًا مع ما تشهده ساحة الإعلام السعودي من تطوير وتفاعل، فضلاً عن كونه مناسبة سنوية، تجمع قيادات الإعلام والفكر والثقافة في منصة واحدة، لتبادل الأفكار والرؤى، وفتح حوارات مثمرة، ما يشكل تظاهرة ثقافية إعلامية كبرى تليق بالحدث.

نسخة 2019
وعودة إلى النسخة الأولى من المنتدى، التي أقيمت في الرياض، بين 2- 3 ديسمبر من العام 2019، وسط حضور كوكبة من إعلاميي العالم، الذين تحاوروا حول التحديات الإعلامية والفرص المتاحة، تحت عنوان “صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات” فقد سعى القائمون على المنتدى، في نسخته الأولى، إلى تحقيق عدد من الأهداف، منها تبادل الأفكار، والاطلاع على التجارب المختلفة عبر منصاته المختلفة، وتطوير المحتوى وتعزيز الحريات، وإلقاء الضوء على الشروط المهنية للإعلام الناجح، والتركيز على القيم والمبادئ الإعلامية التي تحفز على التسامح وتنبذ الكراهية.
ومن خلال فعالياته المتعددة، دعا المنتدى إلى أهمية تطوير أداوت الإعلام الحديث، إضافة إلى الاطلاع على التجارب العالمية والاتجاهات الحديثة في إنتاج المحتوى، كما وفّر فرص اللقاء لحشد كبير من صناع الإعلام، وفتح مساحات عمل مشتركة، أسهمت في جعله ملهمًا للآخرين ومصدراً لإنتاج المعرفة.
وفي ما يتعلق بعنوان المنتدى، فقد روعيت فيه المقابلة بين فكرتين، الأولى “فكرة التحديات”، وهي إما ذاتية؛ وتتعلق بالمشهد الإعلامي وما يشهده من تطورات متسارعة تطال بنيته التقليدية وهياكله وأدواته وتقنياته ومحتواه، وإما موضوعية تتعلق بالاشتراطات والمنافسة والبيئة القانونية وتوفر الإمكانات المادية والكوادر البشرية المتخصصة.
أما الفكرة الثانية فهي “فكرة الفرص” التي يتيحها الإعلام الحديث من خلال فتح آفاق واسعة لصناعة المحتوى وطرق تقديمه، وسهولة إيصاله للجمهور، ما فتح الفرص أمام المواهب والشباب بأبواب ونوافذ تكاد لا تحصى، وأتاح لهم إمكانية الانطلاق بإمكانات مادية بسيطة ومحدودة.

محاور وأنشطة متعددة
وركز المنتدى في نسخته الأولى، على عدد من المحاور منها واقع صناعة الإعلام وتحدياته، والمحتوى الإعلامي في البيئة الجديدة للاتصال، وصناعة التأثير وتشكيل الرأي العام عبر العالم، والإعلام كقوة ناعمة ودوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات، كما تناول الاهتمام برأس المال البشري في البيئة الجديدة للإعلام، والفرص الجديدة للاستثمار في مجال الإعلام والاتصال، والتحول الرقمي في الصناعة الإعلامية في المملكة والعالم.
وتعددت برامج المنتدى بين لقاءات عامة للتعارف، وجلسات نوعية، وورش عمل احترافية، إضافة إلى توقيع عدد من اتفاقات التعاون والمبادرات، وتدشين مشاريع إعلامية تم الإعلان عنها في المنتدى.
وفي السياق ذاته تضمن المنتدى جلسات رئيسة، ولقاءات مفتوحة عُقدت مع عدد من المتحدثين من كبار الشخصيات الإعلامية في العالم، إضافة إلى المعرض الإعلامي وبرامج الزيارات واللقاءات الخارجية، كما تم تكريم الفائزين بجائزة الإعلام السعودي.
إلى ذلك ضم المنتدى ورش عمل نوعية، منها الإعلام وبناء السمعة، صناعة المحتوى في العصر الرقمي، التأثير عبر الشبكات، الابتكار وريادة الأعمال في المجال الإعلامي، إضافة إلى آليات التحقق من الأخبار المزيفة على الشبكات، وصناعة الرأي في الإعلام الرياضي، وورشة عمل الشريك الاستراتيجي.

ضيوف المنتدى
حضر المنتدى، في نسخته الأولى، عدد كبير من المدعوين للتحدث والمشاركة في المناقشات، منهم مسؤولون حكوميون في عدد من دول العالم، وبرلمانيون مؤثرون، ونشطاء بارزون في شبكات التواصل الاجتماعي.
كما استضاف المنتدى رؤساء الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة والمهتمة بالإعلام والاتصال والفكر والثقافة عبر العالم، وإعلاميين متخصصين من حول العالم، وقيادات من العمل الإعلامي وممارسيه في أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم، وممثلي كبريات وسائل الإعلام العربية والدولية، ومختصين في الجامعات ومراكز البحوث المتقدمة، في المملكة والعالم.

مواضيع المنتدى
وتشعبت مواضيع المنتدى، الذي أقيم في الرياض في العام 2019، حيث تناولت عدداً من القضايا، منها “الإعلام الحديث: أداء خلاق أم قالب جديد لممارسات قديمة؟”، وكيف يمكن إعادة بناء الإعلام المحلي لخدمة المرحلة الجديدة؟ والجمهور والإعلام في البيئة الجديدة: بين التابع والمستقل، الشروط الجديدة للممارسة الإعلامية: نحو أداء تنافسي، وإعلام قمة العشرين: الفرص الواعدة، صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام، التغيرات الاجتماعية في السعودية وتمكين المرأة.
كما تطرقت المناقشات إلى “إعلام لا يصنع السلام، الاستثمار في صناعة الإعلام في المملكة: الأبعاد التشريعية والمهنية، الإعلام وريادة الأعمال: نحو سوق واعدة للمشاريع الإعلامية الصغيرة والمتوسطة في المملكة، تحديات الإعلام العابر للحدود والقوة الناعمة”.
كما بحث المنتدى أيضًا صناعة الترفيه في المملكة: تحديات وآفاق، الاستثمارات السعودية في الإعلام العابر للحدود: قوة ناعمة، التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية السعودية: هل مازال في الوقت بقية؟
ومن مواضيع المنتدى أيضًا “الطفرة الرقمية في مجال الاتصال: إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟”، الإعلام الجديد يعيد صياغة المهنة: مهنة قديمة بشروط جديدة، والكفاية المهنية لخريجي الإعلام.. التحديات أكبر من الفرص.

جائزة الإعلام السعودي
ودشن المنتدى، في نسخته الأولى، “جائزة الإعلام السعودي”، التي شملت: التطبيق الإعلامي، الإعلام الريادي، شخصية العام الإعلامية، الإنتاج المسموع (الحوار الجماهيري)، الإنتاج المرئي (التقرير المصور – الحوار)، الصحافة (الرسم الكاريكاتيري – كاتب العمود الصحفي – الصحافة السياسية – الصحافة الاجتماعية – الصحافة الثقافية – الصحافة الاقتصادية – الصحافة الرياضية – الصورة).
وكان من أهداف الجائزة، تشجيع الأعمال الإعلامية المهنية المتميزة والمبدعة في وسائل الإعلام السعودية، والإسهام في تعزيز حرية الرأي في المجتمع، تقدير الشخصيات السعودية التي أسهمت في مسيرة الإعلام السعودي، تشجيع التنافس وتحفيز روح الابتكار والإبداع في مجال العمل الاحترافي